!.. ][ الرحلة المخيفة ][ ..! - شبكة القناص

مـتـــ القناص ـــيـمـ · 24-11-2008, 03:39 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

..

المكان / وسط نفود حائل ( جبة )

الساعة / الثانية فجراً ..

المطر غزير .. والبرد قارس .. والرعد يُسمع .. والبرق يُرى ..!

علياء : والله يا صلاح انا الخبلة اللي اطلع معك هالطلعة .. الناس يتمشون حول الديرة

وانت ( قالعنا ) آخر الدنيا .. عيالك ماتوا برد الله يحفظهم بس .... تعالي فرح يا قلبي بحضن امتس ..؟!

يالله خلاص ما بقى شي ونوصل .. يالله وش هالبررد ..!

صلاح : يا بنت الحلال خلاص هذا حنا نبي نطلع على الخط السريع .. بس المشكلة هالطعوس ما ودي

اقطعهن عشان كذا ابي اجيه من ورى الطريق اسهل هناك ..

علياء : لنا ساعة وحنا نمشي مدري وينه هالطريق . الله يعدي هاليوم على خير .. اكيد

امي هالحين خايفتن علينا تأخرنا واجد ..

صلاح : لا ان شاء الله ما علينا خلاف .. بس تأكدي ان العيال لابسين ثقيل اخاف

يدخلهم برد ..

وينادي على اطفاله :

فهد وانا ابوك لابس زين ..؟

فهد : ايه يبه بس متى نوصل ..!

صلاح : خلاص وانا ابوك ما بقى شي ..

صلاح : فهد خذ هالفروة تغطى به .. وانتي يا فرح تعالي بجنبه ..

فرح : لا يبه ابي اجلس عند امي ..

صلاح : ( يقولها بصوت منخفض ) الله يخليك لي انتي وامتس ..

فهد : وانا يبه ..!

صلاح : ايه وانت بعد .. الله يخليكم لي جميع ,,

واخذ الهدوء يعم اجواء السيارة .. ولا يسمع سوى صوت المطر

ينهمر بقوة .. وصوت الرعد بين الحينة والاخرى ..

علياء تذكر وتسبح الله وهي تضم بنتها فرح بقوة ..

فهد منسدح بالمرتبة اللي ورى وحاط رجليه على القزاز ويفكر ..!

فرح : ( نامت )

صلاح : غريبة انا جايه هالمناطق وعارفه زين .. بس غلطتي يوم اخذت سيارة اخوي الـ( هايلوكس )

يا زينك يالجيب بس ..!

علياء : طيب دامك عارف ان هالسيارة ما تصلح بهالمناطق وشوله تخاطر بأعمارنا

وتجيبنا .. الله يهديك يا صلاح يا حبك للمغامرة !

صلاح : خلاص يا مرة ما بقى شي .. والله انتم يالحريم ما ينفع لكم الا تنطقون ببيوتكم ..!

مانتم وجيه طلعات ووناسة ..

علياء : تبيني استانس وانا اشوف المطر من كل جهة والبرد اللي يصك العظم ..!

اي والله يا زين ( بويتي / تصغير بيت ) اجلس به وانا مرتاحة ..!

..

الساعة / 4 فجراً ..

..

فرح : يمه جيعانة ..!

علياء : تقوم فهد .. هات حافظة الرز اللي ورى ..

وفي لحظة إعطاء فهد الحافظة لامه ..!!

فجأة ..!

صوت قوي يخرج من السيارة وتتوقف عن المسير !!

علياء : يممه وش هالصوت !؟

صلاح : والله مدري ابي انزل اشوف وش السالفة ..

فهد : ( يقوم فزعاً من نومه ) .. يمه وش بالسيارة وقفت ..؟

علياء : مدري وانا امك .. انزل مع ابوك شف وش فيه ..

تعال تعال .. خذ هالجاكيت البسه لا يدخلك برد ..

.. بعد وقت ..

صلاح : وعلى وجهه علامات الغضب .. لا حول ولا قوة الا بالله ..

والله مدري وش صار به هالسيارة .. خلينا ننزل نصلي الفجر .. وبعدين

لا اصبح الصبح اشوف وش به .. يالله انزلوا يا عيال ..

ملاحظة ، ( المطر توقف عن الهطول .. ولكن السماء غائمة كلياً .. ودرجة

الحرارة تقارب الصفر ..! )

علياء : ياللله وش هالبررد .. الله يلطف بنا ..

فرح : ( شبعت نوم ) وراحت تلعب بالغدير اللي جنب مكان جلوسهم ..

وفهد يصلي مع ابوه ..

علياء : شبت النار .. وصلحت الشاهي والقهوة .. وقالت تعال تقهو

يابو فهد ..

صلاح : ايييه الله يعطيتس العافية ..

وينادي : فهد .. فهد

فهد : سم يبه

صلاح : تعال قهونا وانا ابوك .. جب القدوع ( التمر ) من العزبة ..

علياء : الحين وش هالمنطقة اللي حنا به .. حايل كم كيلو عنا ..؟!

ووشوله جايبنا هنا .. تسان رايحين لأي مكان قريب ..!

صلاح : اخوياي قالوا ان الربيع زين هنا .. قلت خل نجي نشوفه ..

بس ما توقعت والله انه تبي تمطر علينا ..

علياء : طيب وش نبي نسوي الحين .. ما فيه ارسال للجوال

والسيارة خربانة .. قم سو شي ..

صلاح : ( وهو يرشف آخر قطرة من فنجاله ) ايه ابي اقوم االحين ..

ان شاء الله ما به شي .. تعال يا فهد ..

فهد : ابشر يبه ..

علياء : ( بصوت عالي ) يا فرح تعالي يا يمه لا توسخين ملابسك بالطين ..!

فرح : شوي يا يمه ابي العب ..

علياء : انا مادري ليه هالبنت ما تسمع الكلام ..!

..

الساعة / 9 صباحاً ..

..

علياء : اخذت لها غفوة بعد ليلة مخيفة ومجهدة !

صلاح : ( ينادي على ولده فهد وهو فوق الطعس ) ها يا فهد

ما فيه ارسال ..؟!

فهد : لا يبه ما فيه ..

صلاح : لا حول ولا قوة الا بالله .. وش السواة الحين ..!

يالله يا رب انك تلطف بنا !!

علياء : ( وهي تحجب اشعة الشمس عن عينيها بيدها )

ها يابو فهد وش صاار !؟

صلاح : والله مدري وش بلاه السيارة .. حاولت به بس ما اشتغلت ..!

علياء : ( بنبرة خوف واستعجاب ! ) طيب وش نسوي الحين ..؟!

صلاح : والله مدري .. مالنا الا الدعاء .. الله يلطف بحالنا ..!

ادعوا يا عيالي ان ربي يفرج علينا ..

مر وقت طويل والعائلة في اخذ وعطاء .. الام تبكي .. وكذلك طفلتها ..

صلاح وفهد يحاولون بالسيارة .. ولكن دون جدوى !!

..

الساعة / 2 ظهراً ..

..

علياء : الحين لنا يوم كامل وحنا بالبر .. وش حال امي هالحين يالله يا رب انك

تلطف بحالنا ..

صلاح : ابي امشي شوي يمكن القى راعي غنم ولا احد طالع يساعدنا ..

علياء : ( وهي تبكي ) انتبه على نفسك يابو فهد لا تضيعنا عاد ما حنا ناقصين ..

فهد : يبه اروح معك ..؟

صلاح : لا خلك عند اهلك .. سوي الغداء يا عليا ترانا جيعانين من امس ماكلينا شي

..

الساعة / 5 قبل المغرب ..

..

علياء : وين ابوكم تاخر .. الله يستر عليه .. يالله يا رب انك ترجعه سالم

غانم ..

فهد : هو قال ما يبي يتأخر .. ان شاء الله يجي بعد شوي ..

علياء : صار له الحين 3 ساعات ..!

تغدوا يا عيالي . انا وابوكم اذا رجع ان شاء الله نتغدا ..

فهد : لا يمه ماني مشتهي ..

علياء : كل وانا امك من امس ما كليت شي ..

فهد : والله ما اكل الا اذا جا ابوي ..

..,

علياء وهي تضم ابنائها .. والظلام بدأ يأخذ نصيبه من السماء .. والجو بااارد الى درجة الصقيع ..!

علياء : تدعي وتقرأ من القرآن .. لعل الله يفرج كربتهم .. ويرجع زوجها وابو عيالها صلاح ..!

( بدأ المطر بالهطول مرة اخرى .. واشتعلت البروق .. وعاد هدير الرعد يزمجر في ارجاء

السماء .. وأصبحت الام وابنآئها في وضع لا يحسد عليه ..!

الاب مفقود .. البرد قارس .. الاكل بدأ ينفذ ..

بنت صغيرة لا تحتمل كل هذا ..

فتى يتحمل .. ولكن لا بد له ان يتعب ويفقد أباه !

ام تفطر قلبها على زوجها ورفيق عمرها .. وعلى ابنائها التي طالما

حلمت ان تجعلهم اسعد من في هذه الدنيا !

لا زلنا في اول الليلة .. وما اطول ليالي الشتاء ..!

وعندما رأت عليا انه لا يمكن ان يجلسوا لوقت اطول في هذا المكان ..

اخذت ابنائها وذهبت بهم الى السيارة ..

نام الاطفال .. وبقيت علياء تتنظر الغائب الحاضر صلاح !

وتدعي ربها بصوت منخفض .. لم يخطر النوم على بالها ..

فهي في حالة يرثى لها .. وليس لها سوى الإنـتـظـار ..!

..,

الساعة / 3 والنصف فجراً ..

..

عليا وقد حاصر النوم اجفانها التي انهمر ما يكفي من الدموع منها !

ولكنها لا زالت تقاوم .. على امل ان يأتي صلاح .. فقد وعدهم ان يرجع !!

فرح : يمه وين ابوي ..؟

علياء : ان شاء الله يجي راح يدور احد يساعدنا ..

علياء : قم يا فهد حاول تشغل السيارة يمكن تشتغل ..

قام فهد وشغل .. ولكن ما تشتغل ..

علياء : طيب شغل ( الفلشر ) يمكن احد يشوفنا .. او ان ابوك ضيعنا ان

شاء الله يشوف لمبات السيارة ..

..

الساعة / 5 فجراً ..

..

نزلت علياء تصلي الفجر .. وسوت الفطور وهو آخر ما بقي من الأكل ..!

موكلة امرها الى الله بأن يفرج عنهم ..

والشمس بدأت بالبزوغ ولكن الظلام لا زال له نصيب الاسد !

.. فجأة ..

نور بعيد قادم اليهم .. ليس واضح جداً فالضباب كان متواجد أيضاً ..

حتى بدأ يقترب هذا النور وتأكدت الام انها انوار سيارة ..!

اسرعت بابلاغ فهد بأن يتجه الى صاحب تلك السيارة و( يأشر له ) ..

اسرع فهد منطلقاً .. والام تدعي بان يفرج الرب عنهم .. فساعات الفرج بدأت

تقترب ..!

ذهبت الام بنفسها فهي لا تحتمل الى ان تأتي تلك السيارة ..

رأت فهد عائداً اليها وهو يركض بأقصى سرعة ..

فهد : يمممه يممه هذا ابوووي ..!

علياء : سجدت لله شكراً من فرحتها .. واخذت تضم ابنائها ..

فهد : تغطي يا يمه معه رجال ..

صلاح : نزل من السيارة مسرعاً واحتضن اطفاله ..

فرح : وينك يا يبه ليش تأخرت ..؟!

قاطعتها علياء :( وهي تبكي )

وينك ياصلاح متنا من الخوف عليك .. وين كنت وليش تاخرت !!؟

صلاح : مشيت الى قبل المغرب ولقيت هالطيب راعي الحلال الله يجزاه الف خير

ويوم جيت ابي ارجع لكم وانا اضيع الطريق .. جلست ادور طول هالوقت بس الحمد

لله اننا ما ابعدنا عنكم .. ويوم ندور ولا نشوف سيارة مولعة الفلشر .. وعلى طول

عرفت انه سيارتنا .. الحمد لله بس اللي جاب لنا راعي هالحلال الله يفرج عنه مثل ما

فرج عنا ..

يالله يا عيالي شيلوا الاغراض واركبوا الجو بارد ..

فهد : والسيارة يبه..

صلاح : محلول امره ان شاء الله .. اهم شي اننا نرجع البيت ..

..,

طوال الطريق وعلياء والعائلة يشكرون ربهم ويسبحون ان سخر لهم راعي

هالحلال ..

صلاح : كان في حرب ضروس مع النوم .. فهو لم ينم يوماً كاملاً ..

وكل هذا من اجل تلك العائلة التي عالها واصبحت جزء منه .!

..,

عند وصولهم للبيت اسرعت علياء الى امها التي كانت في وضع لا تحسد عليه ..

وقبلتها وهدءت من روعها .. واخذت تقص لأهلها عن تلك الرحلة المرعبة ..!

وكذلك صلاح .. فقد اصبحت رحلتهم حديثه مع اصدقاءه واهله ..

فهي كادت ان تودي بحياة اسرة كاملة لولا لطف الله !

...,...

[ من بعد هذه الرحلة ]

علياء : حلفت انه ما تطلع البر لأي سبب كان .. ومع من كان ..!

فأصبح عقدتها ..!

صلاح : حلف انه ما يطلع البر مع عائلته .. منتزهات ويخب عليهم ..!

وايضاً لا يمكن ان يخرج بسيارة غير الجيب .. ولا شيء غير الجيب ..!

..,

[ ما يستفاد من القصة ]

* الخروج الى الاماكن البعيدة والوعرة مع عائلتك هو مخاطرة ستندم عليها كثيراً ..!

حتى لو كنت تعرف تلك المناطق او كنت واثقاً من ما تفعل ..!

* عدم المجازفة الى اي مكان او الدخول الى اماكن لا تعرفها .. فربما تضيع في

صحراء ولا تدري ما تفعل ..!

* يجب تأمين نفسك من حيث المأكل والمشرب .. خصوصاً الماء .. فهو اهم شيء لابد ان يكون متواجد معك في أي رحلة ..!

تحياتي

اعداد وتنسيق : مـتــ القناص ــيـمـ

24-11-2008, 03:39 PM	#1
مـتـــ القناص ـــيـمـ قناص مميــز	!.. ][ الرحلة المخيفة ][ ..! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. المكان / وسط نفود حائل ( جبة ) الساعة / الثانية فجراً .. المطر غزير .. والبرد قارس .. والرعد يُسمع .. والبرق يُرى ..! علياء : والله يا صلاح انا الخبلة اللي اطلع معك هالطلعة .. الناس يتمشون حول الديرة وانت ( قالعنا ) آخر الدنيا .. عيالك ماتوا برد الله يحفظهم بس .... تعالي فرح يا قلبي بحضن امتس ..؟! يالله خلاص ما بقى شي ونوصل .. يالله وش هالبررد ..! صلاح : يا بنت الحلال خلاص هذا حنا نبي نطلع على الخط السريع .. بس المشكلة هالطعوس ما ودي اقطعهن عشان كذا ابي اجيه من ورى الطريق اسهل هناك .. علياء : لنا ساعة وحنا نمشي مدري وينه هالطريق . الله يعدي هاليوم على خير .. اكيد امي هالحين خايفتن علينا تأخرنا واجد .. صلاح : لا ان شاء الله ما علينا خلاف .. بس تأكدي ان العيال لابسين ثقيل اخاف يدخلهم برد .. وينادي على اطفاله : فهد وانا ابوك لابس زين ..؟ فهد : ايه يبه بس متى نوصل ..! صلاح : خلاص وانا ابوك ما بقى شي .. صلاح : فهد خذ هالفروة تغطى به .. وانتي يا فرح تعالي بجنبه .. فرح : لا يبه ابي اجلس عند امي .. صلاح : ( يقولها بصوت منخفض ) الله يخليك لي انتي وامتس .. فهد : وانا يبه ..! صلاح : ايه وانت بعد .. الله يخليكم لي جميع ,, واخذ الهدوء يعم اجواء السيارة .. ولا يسمع سوى صوت المطر ينهمر بقوة .. وصوت الرعد بين الحينة والاخرى .. علياء تذكر وتسبح الله وهي تضم بنتها فرح بقوة .. فهد منسدح بالمرتبة اللي ورى وحاط رجليه على القزاز ويفكر ..! فرح : ( نامت ) صلاح : غريبة انا جايه هالمناطق وعارفه زين .. بس غلطتي يوم اخذت سيارة اخوي الـ( هايلوكس ) يا زينك يالجيب بس ..! علياء : طيب دامك عارف ان هالسيارة ما تصلح بهالمناطق وشوله تخاطر بأعمارنا وتجيبنا .. الله يهديك يا صلاح يا حبك للمغامرة ! صلاح : خلاص يا مرة ما بقى شي .. والله انتم يالحريم ما ينفع لكم الا تنطقون ببيوتكم ..! مانتم وجيه طلعات ووناسة .. علياء : تبيني استانس وانا اشوف المطر من كل جهة والبرد اللي يصك العظم ..! اي والله يا زين ( بويتي / تصغير بيت ) اجلس به وانا مرتاحة ..! .. الساعة / 4 فجراً .. .. فرح : يمه جيعانة ..! علياء : تقوم فهد .. هات حافظة الرز اللي ورى .. وفي لحظة إعطاء فهد الحافظة لامه ..!! فجأة ..! صوت قوي يخرج من السيارة وتتوقف عن المسير !! علياء : يممه وش هالصوت !؟ صلاح : والله مدري ابي انزل اشوف وش السالفة .. فهد : ( يقوم فزعاً من نومه ) .. يمه وش بالسيارة وقفت ..؟ علياء : مدري وانا امك .. انزل مع ابوك شف وش فيه .. تعال تعال .. خذ هالجاكيت البسه لا يدخلك برد .. .. بعد وقت .. صلاح : وعلى وجهه علامات الغضب .. لا حول ولا قوة الا بالله .. والله مدري وش صار به هالسيارة .. خلينا ننزل نصلي الفجر .. وبعدين لا اصبح الصبح اشوف وش به .. يالله انزلوا يا عيال .. ملاحظة ، ( المطر توقف عن الهطول .. ولكن السماء غائمة كلياً .. ودرجة الحرارة تقارب الصفر ..! ) علياء : ياللله وش هالبررد .. الله يلطف بنا .. فرح : ( شبعت نوم ) وراحت تلعب بالغدير اللي جنب مكان جلوسهم .. وفهد يصلي مع ابوه .. علياء : شبت النار .. وصلحت الشاهي والقهوة .. وقالت تعال تقهو يابو فهد .. صلاح : ايييه الله يعطيتس العافية .. وينادي : فهد .. فهد فهد : سم يبه صلاح : تعال قهونا وانا ابوك .. جب القدوع ( التمر ) من العزبة .. علياء : الحين وش هالمنطقة اللي حنا به .. حايل كم كيلو عنا ..؟! ووشوله جايبنا هنا .. تسان رايحين لأي مكان قريب ..! صلاح : اخوياي قالوا ان الربيع زين هنا .. قلت خل نجي نشوفه .. بس ما توقعت والله انه تبي تمطر علينا .. علياء : طيب وش نبي نسوي الحين .. ما فيه ارسال للجوال والسيارة خربانة .. قم سو شي .. صلاح : ( وهو يرشف آخر قطرة من فنجاله ) ايه ابي اقوم االحين .. ان شاء الله ما به شي .. تعال يا فهد .. فهد : ابشر يبه .. علياء : ( بصوت عالي ) يا فرح تعالي يا يمه لا توسخين ملابسك بالطين ..! فرح : شوي يا يمه ابي العب .. علياء : انا مادري ليه هالبنت ما تسمع الكلام ..! .. الساعة / 9 صباحاً .. .. علياء : اخذت لها غفوة بعد ليلة مخيفة ومجهدة ! صلاح : ( ينادي على ولده فهد وهو فوق الطعس ) ها يا فهد ما فيه ارسال ..؟! فهد : لا يبه ما فيه .. صلاح : لا حول ولا قوة الا بالله .. وش السواة الحين ..! يالله يا رب انك تلطف بنا !! علياء : ( وهي تحجب اشعة الشمس عن عينيها بيدها ) ها يابو فهد وش صاار !؟ صلاح : والله مدري وش بلاه السيارة .. حاولت به بس ما اشتغلت ..! علياء : ( بنبرة خوف واستعجاب ! ) طيب وش نسوي الحين ..؟! صلاح : والله مدري .. مالنا الا الدعاء .. الله يلطف بحالنا ..! ادعوا يا عيالي ان ربي يفرج علينا .. مر وقت طويل والعائلة في اخذ وعطاء .. الام تبكي .. وكذلك طفلتها .. صلاح وفهد يحاولون بالسيارة .. ولكن دون جدوى !! .. الساعة / 2 ظهراً .. .. علياء : الحين لنا يوم كامل وحنا بالبر .. وش حال امي هالحين يالله يا رب انك تلطف بحالنا .. صلاح : ابي امشي شوي يمكن القى راعي غنم ولا احد طالع يساعدنا .. علياء : ( وهي تبكي ) انتبه على نفسك يابو فهد لا تضيعنا عاد ما حنا ناقصين .. فهد : يبه اروح معك ..؟ صلاح : لا خلك عند اهلك .. سوي الغداء يا عليا ترانا جيعانين من امس ماكلينا شي .. الساعة / 5 قبل المغرب .. .. علياء : وين ابوكم تاخر .. الله يستر عليه .. يالله يا رب انك ترجعه سالم غانم .. فهد : هو قال ما يبي يتأخر .. ان شاء الله يجي بعد شوي .. علياء : صار له الحين 3 ساعات ..! تغدوا يا عيالي . انا وابوكم اذا رجع ان شاء الله نتغدا .. فهد : لا يمه ماني مشتهي .. علياء : كل وانا امك من امس ما كليت شي .. فهد : والله ما اكل الا اذا جا ابوي .. .., علياء وهي تضم ابنائها .. والظلام بدأ يأخذ نصيبه من السماء .. والجو بااارد الى درجة الصقيع ..! علياء : تدعي وتقرأ من القرآن .. لعل الله يفرج كربتهم .. ويرجع زوجها وابو عيالها صلاح ..! ( بدأ المطر بالهطول مرة اخرى .. واشتعلت البروق .. وعاد هدير الرعد يزمجر في ارجاء السماء .. وأصبحت الام وابنآئها في وضع لا يحسد عليه ..! الاب مفقود .. البرد قارس .. الاكل بدأ ينفذ .. بنت صغيرة لا تحتمل كل هذا .. فتى يتحمل .. ولكن لا بد له ان يتعب ويفقد أباه ! ام تفطر قلبها على زوجها ورفيق عمرها .. وعلى ابنائها التي طالما حلمت ان تجعلهم اسعد من في هذه الدنيا ! لا زلنا في اول الليلة .. وما اطول ليالي الشتاء ..! وعندما رأت عليا انه لا يمكن ان يجلسوا لوقت اطول في هذا المكان .. اخذت ابنائها وذهبت بهم الى السيارة .. نام الاطفال .. وبقيت علياء تتنظر الغائب الحاضر صلاح ! وتدعي ربها بصوت منخفض .. لم يخطر النوم على بالها .. فهي في حالة يرثى لها .. وليس لها سوى الإنـتـظـار ..! .., الساعة / 3 والنصف فجراً .. .. عليا وقد حاصر النوم اجفانها التي انهمر ما يكفي من الدموع منها ! ولكنها لا زالت تقاوم .. على امل ان يأتي صلاح .. فقد وعدهم ان يرجع !! فرح : يمه وين ابوي ..؟ علياء : ان شاء الله يجي راح يدور احد يساعدنا .. علياء : قم يا فهد حاول تشغل السيارة يمكن تشتغل .. قام فهد وشغل .. ولكن ما تشتغل .. علياء : طيب شغل ( الفلشر ) يمكن احد يشوفنا .. او ان ابوك ضيعنا ان شاء الله يشوف لمبات السيارة .. .. الساعة / 5 فجراً .. .. نزلت علياء تصلي الفجر .. وسوت الفطور وهو آخر ما بقي من الأكل ..! موكلة امرها الى الله بأن يفرج عنهم .. والشمس بدأت بالبزوغ ولكن الظلام لا زال له نصيب الاسد ! .. فجأة .. نور بعيد قادم اليهم .. ليس واضح جداً فالضباب كان متواجد أيضاً .. حتى بدأ يقترب هذا النور وتأكدت الام انها انوار سيارة ..! اسرعت بابلاغ فهد بأن يتجه الى صاحب تلك السيارة و( يأشر له ) .. اسرع فهد منطلقاً .. والام تدعي بان يفرج الرب عنهم .. فساعات الفرج بدأت تقترب ..! ذهبت الام بنفسها فهي لا تحتمل الى ان تأتي تلك السيارة .. رأت فهد عائداً اليها وهو يركض بأقصى سرعة .. فهد : يمممه يممه هذا ابوووي ..! علياء : سجدت لله شكراً من فرحتها .. واخذت تضم ابنائها .. فهد : تغطي يا يمه معه رجال .. صلاح : نزل من السيارة مسرعاً واحتضن اطفاله .. فرح : وينك يا يبه ليش تأخرت ..؟! قاطعتها علياء :( وهي تبكي ) وينك ياصلاح متنا من الخوف عليك .. وين كنت وليش تاخرت !!؟ صلاح : مشيت الى قبل المغرب ولقيت هالطيب راعي الحلال الله يجزاه الف خير ويوم جيت ابي ارجع لكم وانا اضيع الطريق .. جلست ادور طول هالوقت بس الحمد لله اننا ما ابعدنا عنكم .. ويوم ندور ولا نشوف سيارة مولعة الفلشر .. وعلى طول عرفت انه سيارتنا .. الحمد لله بس اللي جاب لنا راعي هالحلال الله يفرج عنه مثل ما فرج عنا .. يالله يا عيالي شيلوا الاغراض واركبوا الجو بارد .. فهد : والسيارة يبه.. صلاح : محلول امره ان شاء الله .. اهم شي اننا نرجع البيت .. .., طوال الطريق وعلياء والعائلة يشكرون ربهم ويسبحون ان سخر لهم راعي هالحلال .. صلاح : كان في حرب ضروس مع النوم .. فهو لم ينم يوماً كاملاً .. وكل هذا من اجل تلك العائلة التي عالها واصبحت جزء منه .! .., عند وصولهم للبيت اسرعت علياء الى امها التي كانت في وضع لا تحسد عليه .. وقبلتها وهدءت من روعها .. واخذت تقص لأهلها عن تلك الرحلة المرعبة ..! وكذلك صلاح .. فقد اصبحت رحلتهم حديثه مع اصدقاءه واهله .. فهي كادت ان تودي بحياة اسرة كاملة لولا لطف الله ! ...,... [ من بعد هذه الرحلة ] علياء : حلفت انه ما تطلع البر لأي سبب كان .. ومع من كان ..! فأصبح عقدتها ..! صلاح : حلف انه ما يطلع البر مع عائلته .. منتزهات ويخب عليهم ..! وايضاً لا يمكن ان يخرج بسيارة غير الجيب .. ولا شيء غير الجيب ..! .., [ ما يستفاد من القصة ] * الخروج الى الاماكن البعيدة والوعرة مع عائلتك هو مخاطرة ستندم عليها كثيراً ..! حتى لو كنت تعرف تلك المناطق او كنت واثقاً من ما تفعل ..! * عدم المجازفة الى اي مكان او الدخول الى اماكن لا تعرفها .. فربما تضيع في صحراء ولا تدري ما تفعل ..! * يجب تأمين نفسك من حيث المأكل والمشرب .. خصوصاً الماء .. فهو اهم شيء لابد ان يكون متواجد معك في أي رحلة ..! تحياتي اعداد وتنسيق : مـتــ القناص ــيـمـ التوقيع: « لا تحسب ان النـور يآ زين منــي .. وجهـي ترى يعكـس لك النـور منـك ! » « مثـل القمـر والشمـس كنـك وكنـي .. اعكـس شعآعك واسهـر الليل عنـك ! » التعديل الأخير تم بواسطة مـتـــ القناص ـــيـمـ ; 24-11-2008 الساعة 03:49 PM